حين يسأل المرء نفسه
في ختام يوم مرهق من التصوير توجهت الى صديقي في زوايا المساء وسألته بلهجة ملَؤها التأمل : ما الذي دفعني لاختيار هذا الدرب! ما الذي كان يخالج فكري في الماضي حين خطوت الى هذا العالم؟ فتحت هذه الأسئلة أبواب الذاكرة، وغصت في أعماق ماضيّ البعيد. وتذكرت باني كنت ألتقط الصور لكل ما حولي بلا طمع في مكافأة مادية أو ثناء من أحد ، كان لي أصدقاء قلائل ، نمضي أيامنا في التجوال والبحث عن المرح ، كأطفال نلهوا في براءة الحياة. لكن الايام تبدلت ، والزمن حمل معه تغيرات لم تكن في الحسبان ، و الان اشعر بانني اسأت لنفسي بخضوعي لما فرض علي ، باحثًا عن المال، غائباً عني ذلك الشعور النقي الذي كنت أسميه المرح ! احاول جاهداً استرجاع ما كنت افعله بالماضي لأعيد تجسيدها في مهاراتي الحالية، لئلا يجرني العمل إلى بحر موحش لا نجاة لي فيه إلا بالغرق، فأجد نفسي ابحث عن تفاصيل لا يراها احد واقترب منها لأستخلص ما يستحق أن يسمى فنًا . في كل صورة، أسعى لأعيد إلى نفسي تلك البهجة التي كانت تسكن قلبي. تارةً اشعر بالنجاح وأخرى أواجه بها الفشل، لكنني لا أتوانى عن المحاولة، لأنني أعلم يقيناً أن الفن هو ذاك النور الذي يضيء عتمتي، ويعيد الي الحياة، و أؤمن بأن الصورة يمكن أن تكون صوتًا لمن لا صوت له. والان اتسائل ، هل كان حبي للتصوير هو ما دفعني للبحث عن العودة إلى ذلك الشغف الذي افتقد؟ وهل تكمن سعادتي الحقيقية في محاولة العودة إلى الماضي، أم أن هذا ليس سوى وسيلة للتهرب من واقع لا يرضيني؟
7/3/20241 min read


في ختام يوم مرهق من التصوير توجهت الى صديقي في زوايا المساء وسألته بلهجة ملَؤها التأمل : ما الذي دفعني لاختيار هذا الدرب! ما الذي كان يخالج فكري في الماضي حين خطوت الى هذا العالم؟ فتحت هذه الأسئلة أبواب الذاكرة، وغصت في أعماق ماضيّ البعيد. وتذكرت باني كنت ألتقط الصور لكل ما حولي بلا طمع في مكافأة مادية أو ثناء من أحد ، كان لي أصدقاء قلائل ، نمضي أيامنا في التجوال والبحث عن المرح ، كأطفال نلهوا في براءة الحياة. لكن الايام تبدلت ، والزمن حمل معه تغيرات لم تكن في الحسبان ، و الان اشعر بانني اسأت لنفسي بخضوعي لما فرض علي ، باحثًا عن المال، غائباً عني ذلك الشعور النقي الذي كنت أسميه المرح ! احاول جاهداً استرجاع ما كنت افعله بالماضي لأعيد تجسيدها في مهاراتي الحالية، لئلا يجرني العمل إلى بحر موحش لا نجاة لي فيه إلا بالغرق، فأجد نفسي ابحث عن تفاصيل لا يراها احد واقترب منها لأستخلص ما يستحق أن يسمى فنًا . في كل صورة، أسعى لأعيد إلى نفسي تلك البهجة التي كانت تسكن قلبي. تارةً اشعر بالنجاح وأخرى أواجه بها الفشل، لكنني لا أتوانى عن المحاولة، لأنني أعلم يقيناً أن الفن هو ذاك النور الذي يضيء عتمتي، ويعيد الي الحياة، و أؤمن بأن الصورة يمكن أن تكون صوتًا لمن لا صوت له. والان اتسائل ، هل كان حبي للتصوير هو ما دفعني للبحث عن العودة إلى ذلك الشغف الذي افتقد؟ وهل تكمن سعادتي الحقيقية في محاولة العودة إلى الماضي، أم أن هذا ليس سوى وسيلة للتهرب من واقع لا يرضيني؟
معلومات الاتصال
العنوان : إربد، الأردن
الهاتف : 00962799256345
البريد الإلكتروني : ahmad00haddad@gmail.com
© 2024 أحمد حداد. جميع الحقوق محفوظة.
أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بمشاهدة أعمالي واكتشاف رحلتي في عالم التصوير السينمائي والفوتوغرافي.
إذا كان لديكم أي استفسارات أو ترغبون في التعاون معي في مشروعكم القادم، فلا تترددوا في الاتصال بي. فأنا دائماً متحمس للمشاريع الجديدة و أتطلع إلى سماعكم ومشاركة المزيد من الإبداعات معكم.
