حلمٍ مستحيل

كنتُ، منذ أعوام، أُحدّق في كواليس الأفلام كأنني أُحدّق في حلمٍ مستحيل. وكنت أظن أن السينما تُقاس بعدد الأسماء في تترات النهاية… مدير التصوير، فني الإضاءة، فني الصوت، فريق الأرت، وحتى سائق العربة. وكنتُ أقول لنفسي: هل سأصل يومًا إلى هناك؟ مرّ الوقت، وبدأت أتعلّم. أتعرّف. أُجرّب. حتى وجدتُ نفسي، يومًا، أُمسك بالكاميرا وحدي، وأمام عينيّ مشهد يجب أن يُصوَّر… ولو بفريقٍ صغير، أو حتى بلا فريق هذا الفيلم الذي تشاهدون لقطاته الآن، لم تُصنعه الأسماء الكثيرة، بل صُنع بأيدٍ قليلة، وقلوب مليئة. كنتُ فيه كل شيء تقريبًا، ومعي صديقٌ لم يتركني لحظة. رافقني بحمْل المعدّات، بتنظيم الفوضى، وبهدوءه الذي احتجته أكثر من أي شيء آخر. وطلابٌ لم يُطفئهم التعب ولا الخوف. كنتُ خائفًا من مسؤولية أن تُنجز الصورة وحدك، لكني جرّبت… وتعلّمت أن ما كنتُ أخشاه، كان في الواقع ما كنتُ أريده اليوم، بعدما انتهى الفيلم، رأيتُ اللقطات بعد التلوين… وابتسمت. لا لأني صنعتُ شيئًا جميلاً، بل لأني عرفتُ أنني كنتُ مخطئًا حين ظننتُ أن السينما لا تكون إلا هناك، في هوليوود أو نتفليكس، بلون الجوكر وعدسته. فلا يوجد ما يُسمى “لوك سينماتيك” يُستعار كما هو… لأن السينما لا تُستعار. السينما تُخلق. من الذاكرة، من الثقافة، من الحارة، من التراب الذي نشأنا عليه. السينما لا تعني الضوء الغالي، ولا الكاميرا الكبيرة… بل تعني أن تحكي شيئًا حقيقيًا. أن تروي مشهدًا من قلبك. وهذا، وحده، يكفي. هذا الفيلم… كان خطوة أولى في هذا الطريق.

5/17/20251 min read

كنتُ، منذ أعوام، أُحدّق في كواليس الأفلام كأنني أُحدّق في حلمٍ مستحيل. وكنت أظن أن السينما تُقاس بعدد الأسماء في تترات النهاية… مدير التصوير، فني الإضاءة، فني الصوت، فريق الأرت، وحتى سائق العربة. وكنتُ أقول لنفسي: هل سأصل يومًا إلى هناك؟

مرّ الوقت، وبدأت أتعلّم. أتعرّف. أُجرّب. حتى وجدتُ نفسي، يومًا، أُمسك بالكاميرا وحدي، وأمام عينيّ مشهد يجب أن يُصوَّر… ولو بفريقٍ صغير، أو حتى بلا فريق

هذا الفيلم الذي تشاهدون لقطاته الآن، لم تُصنعه الأسماء الكثيرة، بل صُنع بأيدٍ قليلة، وقلوب مليئة. كنتُ فيه كل شيء تقريبًا، ومعي صديقٌ لم يتركني لحظة. رافقني بحمْل المعدّات، بتنظيم الفوضى، وبهدوءه الذي احتجته أكثر من أي شيء آخر. وطلابٌ لم يُطفئهم التعب ولا الخوف. كنتُ خائفًا من مسؤولية أن تُنجز الصورة وحدك، لكني جرّبت… وتعلّمت أن ما كنتُ أخشاه، كان في الواقع ما كنتُ أريده

اليوم، بعدما انتهى الفيلم، رأيتُ اللقطات بعد التلوين… وابتسمت. لا لأني صنعتُ شيئًا جميلاً، بل لأني عرفتُ أنني كنتُ مخطئًا حين ظننتُ أن السينما لا تكون إلا هناك، في هوليوود أو نتفليكس، بلون الجوكر وعدسته.

فلا يوجد ما يُسمى “لوك سينماتيك” يُستعار كما هو… لأن السينما لا تُستعار.

السينما تُخلق.

من الذاكرة، من الثقافة، من الحارة، من التراب الذي نشأنا عليه.

السينما لا تعني الضوء الغالي، ولا الكاميرا الكبيرة… بل تعني أن تحكي شيئًا حقيقيًا. أن تروي مشهدًا من قلبك.

وهذا، وحده، يكفي.

هذا الفيلم… كان خطوة أولى في هذا الطريق.