هدوء نوفمبر

هدوء نوفمبر ... غداً هو يوم ميلادي المترقب ، ولكن لم يكن المشهد المألوف الذي تخيّلته. لم أكن أعلم أنني سأجد نفسي في قلب رحلة من موريتانيا إلى المغرب ، بداية غير متوقعة لبداية هذه العام الجديد وقصة جديدة اتباهى بها بين اصدقائي وابهج بها عائلتي. لكن الرواية الصعبة الحقيقية لا نتباهى بها عادةً ،فكيف يمكن لمناسبة ميلادية أن تشرح حالة عدم الارتياح في هذا البلد البعيد! وانا الذي يصر دائماً على بساطتي ، فسعادتي الحقيقه تكمن في كوب من الشاي برفقة من أحب ،لوحدنا ، نتسامر اطراف الحديث ، بشوق ،كما لو كانت كل مرة هي المرة الأولى، اشتاق بشدة واحن لتلك الايام ، احن لساعات السهر الطويله والاحاديث التي لا تنتهي ، حيث أفيق لأجد هاتفي ما زال ينتظر ردًا ، وقد امتلئ برسائل العتاب. لا انكر انني الان في تجربة رائعه ، نعم ، لكن ليس لدي اي مشاعر وانا هنا وحدي اجوب بين هذه العواطف. ولدت في نوفمبر وهذا الشهر الذي ينبعث منه الدفء من خلال برودة الهواء ، باستثناء هواء موريتانيا. الشهر الذي انعكس هدوءه على شخصيتي، احتفل به بعيداً عن انوار الشموع ، لا ادري ان كانت هذه سخرية من القدر بان يبدأ هذا الشهر دائماً وانا اعيش تفاصيل الحاضر وحيداً ، عادة ما اكون ضائعاً بين الخيارات ،بين بدايات ونهايات كثيرة، او رفض محب او خيبة عزيز. في صخب هذا الشهر اقلعت الطائرة، و بدأ هدوء نوفمبر ! بسم الله.