في لحظات الوداع الاخيرة
في لحظات الوداع الاخيرة ... حينما أترك كل قرية أزورها، سواء كانت في تونس، كقرية "توجان" أو "برج الصالحي"، أو في موريتانيا كقرية "جدة". وفي نهاية يوم التصوير الأخير، تتجلى لدي رغبة ملحة في ترك مشاعري جميعها وذكرياتي مع أطفال تلك القرية. بعدما نجحنا أخيرًا في كسر حاجز اللهجات وبدأنا في فهم بعضنا البعض، ينتابني شعور جميل بعدما أصبح لي العديد من الأصدقاء الصغار، يتبعونني في قريتهم وينادونني "عمو حدّاد عمو حدّاد" ، وتلك الكلمات تبقى ترن في ذهني كأغنية عذبة. فاذهب وأجلس بعيدًا معهم و اتكلم عن حياتي الشخصيه واقوم باخبارهم المزيد عني ، مستعرضًا قصصًا عن قطتي اللطيفتين، "لالا" و"زازو". ينفدون ضحكًا عند سماعهم أسماء القطط، فكان أطفال تونس يتغنون بأصواتهم بـ "قطوسي"، وأطفال موريتانيا يضفون جمالاً باسم "موشه". ورغم أنني لم أرَ إلا قطة واحدة في تلك الأراضي البعيدة في موريتانيا، إلا أن الأطفال رسموا لي لوحة فنية بأسماء القطط. ثم، أستحضر هاتفي لأريهم صورًا شخصية عديدة، من سيارتي الجديدة إلى حديقة منزلي الخضراء، مارينهم بلمحات دافئه لأحبائي: أبي وأمي وأصدقائي الأعزاء. وفي قمة الفكاهة، تتنكر قططي في صورة بلا شعر من فصل الصيف الماضي، ما يشعل ضحكاتنا بشدة، استمرينا في هذا الحوار الدافئ حتى انهينا جميع الصور في الهاتف. في هذه اللحظة، أكون قد هربت بذكاء من مهمة إعادة معدات التصوير إلى مكانها، حيث يكون الفريق قد انتهى من تلك المهمة. ألوح بالوداع وأبتعد عن مشاعري التي تتداخل مع مغيب الشمس. من ثم أركب في الحافلة، نتوجه بعيدًا إلى قرية جديدة بلا عودة، تاركًا خلفي أثرا ليتذكروا بعد حين أن هناك “عمو حداد” قد مر من هنا.
12/9/20231 min read


في لحظات الوداع الاخيرة
حينما أترك كل قرية أزورها، سواء كانت في تونس، كقرية "توجان" أو "برج الصالحي"، أو في موريتانيا كقرية "جدة". وفي نهاية يوم التصوير الأخير، تتجلى لدي رغبة ملحة في ترك مشاعري جميعها وذكرياتي مع أطفال تلك القرية. بعدما نجحنا أخيرًا في كسر حاجز اللهجات وبدأنا في فهم بعضنا البعض، ينتابني شعور جميل بعدما أصبح لي العديد من الأصدقاء الصغار، يتبعونني في قريتهم وينادونني "عمو حدّاد عمو حدّاد" ، وتلك الكلمات تبقى ترن في ذهني كأغنية عذبة. فاذهب وأجلس بعيدًا معهم و اتكلم عن حياتي الشخصيه واقوم باخبارهم المزيد عني ، مستعرضًا قصصًا عن قطتي اللطيفتين، "لالا" و"زازو". ينفدون ضحكًا عند سماعهم أسماء القطط، فكان أطفال تونس يتغنون بأصواتهم بـ "قطوسي"، وأطفال موريتانيا يضفون جمالاً باسم "موشه". ورغم أنني لم أرَ إلا قطة واحدة في تلك الأراضي البعيدة في موريتانيا، إلا أن الأطفال رسموا لي لوحة فنية بأسماء القطط. ثم، أستحضر هاتفي لأريهم صورًا شخصية عديدة، من سيارتي الجديدة إلى حديقة منزلي الخضراء، مارينهم بلمحات دافئه لأحبائي: أبي وأمي وأصدقائي الأعزاء. وفي قمة الفكاهة، تتنكر قططي في صورة بلا شعر من فصل الصيف الماضي، ما يشعل ضحكاتنا بشدة، استمرينا في هذا الحوار الدافئ حتى انهينا جميع الصور في الهاتف. في هذه اللحظة، أكون قد هربت بذكاء من مهمة إعادة معدات التصوير إلى مكانها، حيث يكون الفريق قد انتهى من تلك المهمة. ألوح بالوداع وأبتعد عن مشاعري التي تتداخل مع مغيب الشمس. من ثم أركب في الحافلة، نتوجه بعيدًا إلى قرية جديدة بلا عودة، تاركًا خلفي أثرا ليتذكروا بعد حين أن هناك “عمو حداد” قد مر من هنا.
معلومات الاتصال
العنوان : إربد، الأردن
الهاتف : 00962799256345
البريد الإلكتروني : ahmad00haddad@gmail.com
© 2024 أحمد حداد. جميع الحقوق محفوظة.
أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بمشاهدة أعمالي واكتشاف رحلتي في عالم التصوير السينمائي والفوتوغرافي.
إذا كان لديكم أي استفسارات أو ترغبون في التعاون معي في مشروعكم القادم، فلا تترددوا في الاتصال بي. فأنا دائماً متحمس للمشاريع الجديدة و أتطلع إلى سماعكم ومشاركة المزيد من الإبداعات معكم.
