أصبحت غريباً
أصبحت غريباً في عمق صحراء موريتانيا ، أصبحت غريباً، فوجدت نفسي مغمورًا في دروس حياتية لا تُدرك إلا على أرض الواقع. منذ بداية هذه التجربة وانا ارى بها نوع من دروس الحياه ، فقد بدأت بتعليمي درس في تلقي الرفض ثم تحولت الى دروس في ترتيب الاهداف والاولويات ، وبعد ذلك اخبرتني بان الثقه بالله والصبر منجاة وان الله يختار لك ما هو افضل دائماً ، وكيف يمكن للزيادة المفرطة من الثقه بالنفس أن تتحول إلى غرور ، وكيف يمكن ان يكون هناك دائماً من هم افضل منك ومن هم مثلك تماماً .أدركت أن لا ينبغي لي أن أحكم على الآخرين بناءً على مظهرهم فحسب ، فقد ترى الكبير من العمر به طاقة تفوق طاقتك ، والأطفال الذين يبرهنون بأفعالهم على أنهم أكبر منا ، احياناً فقط. في تجربتي ، انعكست نظرتي للفن بشكل متغير، حيث بات لدي القدرة على رؤية الجمال في أقصى الأماكن فقراً وقبحاً. وان الجميل حقاً هو البسيط من داخله ، النقي المرح المسامح . اشتاق وافتقد احياناً الى تفاصيل حياتي القديمة ، وكل يوم أشكُر الرب مراراً على غياب نِعمةٍ عشتُها دون أن أُدرِكَ قيمتها الحقيقية، تلك النِعمة الصغيرة ككوب السَحلب الدافئ الذي كانت تُقدِمه لي أمي وتضعه بعناية على مكتبي، ثم تغادر. وشكرته مراراً اخرى لأنني قد عشت طفولتي في بيئة تسمح لي بذلك وتربت على احترام تلك التفاصيل الصغيرة . تعلمت ايضاً بان كثرة المال وجمع الثروات ليس دائمًا الهدف الرئيسي، و بأن الرفقة الطيبة تُشكِّل أهمّية خاصّة في رحلة الحياة ، أدركت أن الغربة ليست فقط في تغيير مكانك الجغرافي، بل هي في الخروج من روتين حياتك اليومي المعتاد المألوف، لأنني في البداية تسائلت كيف امكنني الشعور في الغربة وانا ما زلت في وطني ! ولكني في النهاية، وجدت نفسي أحن لبلدٍ غريبٍ وبعيد! هكذا هو حال الانسان ضعيف وهش ومتخبط المشاعر ، يبحث عن الحقيقة في كل شبر من رحلته.
11/18/20231 min read


أصبحت غريباً
في عمق صحراء موريتانيا ، أصبحت غريباً، فوجدت نفسي مغمورًا في دروس حياتية لا تُدرك إلا على أرض الواقع. منذ بداية هذه التجربة وانا ارى بها نوع من دروس الحياه ، فقد بدأت بتعليمي درس في تلقي الرفض ثم تحولت الى دروس في ترتيب الاهداف والاولويات ، وبعد ذلك اخبرتني بان الثقه بالله والصبر منجاة وان الله يختار لك ما هو افضل دائماً ، وكيف يمكن للزيادة المفرطة من الثقه بالنفس أن تتحول إلى غرور ، وكيف يمكن ان يكون هناك دائماً من هم افضل منك ومن هم مثلك تماماً .أدركت أن لا ينبغي لي أن أحكم على الآخرين بناءً على مظهرهم فحسب ، فقد ترى الكبير من العمر به طاقة تفوق طاقتك ، والأطفال الذين يبرهنون بأفعالهم على أنهم أكبر منا ، احياناً فقط. في تجربتي ، انعكست نظرتي للفن بشكل متغير، حيث بات لدي القدرة على رؤية الجمال في أقصى الأماكن فقراً وقبحاً. وان الجميل حقاً هو البسيط من داخله ، النقي المرح المسامح . اشتاق وافتقد احياناً الى تفاصيل حياتي القديمة ، وكل يوم أشكُر الرب مراراً على غياب نِعمةٍ عشتُها دون أن أُدرِكَ قيمتها الحقيقية، تلك النِعمة الصغيرة ككوب السَحلب الدافئ الذي كانت تُقدِمه لي أمي وتضعه بعناية على مكتبي، ثم تغادر. وشكرته مراراً اخرى لأنني قد عشت طفولتي في بيئة تسمح لي بذلك وتربت على احترام تلك التفاصيل الصغيرة . تعلمت ايضاً بان كثرة المال وجمع الثروات ليس دائمًا الهدف الرئيسي، و بأن الرفقة الطيبة تُشكِّل أهمّية خاصّة في رحلة الحياة ، أدركت أن الغربة ليست فقط في تغيير مكانك الجغرافي، بل هي في الخروج من روتين حياتك اليومي المعتاد المألوف، لأنني في البداية تسائلت كيف امكنني الشعور في الغربة وانا ما زلت في وطني ! ولكني في النهاية، وجدت نفسي أحن لبلدٍ غريبٍ وبعيد! هكذا هو حال الانسان ضعيف وهش ومتخبط المشاعر ، يبحث عن الحقيقة في كل شبر من رحلته.
معلومات الاتصال
العنوان : إربد، الأردن
الهاتف : 00962799256345
البريد الإلكتروني : ahmad00haddad@gmail.com
© 2024 أحمد حداد. جميع الحقوق محفوظة.
أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بمشاهدة أعمالي واكتشاف رحلتي في عالم التصوير السينمائي والفوتوغرافي.
إذا كان لديكم أي استفسارات أو ترغبون في التعاون معي في مشروعكم القادم، فلا تترددوا في الاتصال بي. فأنا دائماً متحمس للمشاريع الجديدة و أتطلع إلى سماعكم ومشاركة المزيد من الإبداعات معكم.
