عند حافة الترف
عند حافة الترف ... وأخيراً انتهت رحلة اسبوعين في موريتانيا ،البلد الذي بصق ترف الحياة. لكني وبصدق قد انغمست وتفاعلت مع الصعوبات التي واجهتني، لم تكن المشاكل السطحية فقط، بل امتدت لتكون تحديات تتجلى في عمق التجربة الشخصية ،تتراوح ما بين اللحظات الأليمة والمُحبطة. كانت حلقة الأنمي غير المكتملة والمتقطعة، رمزاً لصعوبة التواصل وضعف الاتصالات في هذا المحيط الرملي الضخم. لتخفي الفرحة وتُركِلني في مركز حيرة الانتظار وحده ، الى ملل قاتم يتركني بلا خاتمة. مشكلات السفر لم تكن تنتهي هنا، فبعد ساعات من السفر والعمل ومعاناة اطراف الاصابع، تسللت إلى ملابسي تلك الحشرة الصغيرة التي قبلتني مباغتة بلا رحمة، لم تكن مجرد وخزةٍ مؤلمةٍ دامت لدقائق فقط، بل كانت تذكيرًا دائمًا برحلتي هنا وتحدياتها اللامتناهية. وكأن هذا لم يكف، .فانا الى الان اعاني من آثار الاكزيما و حكة شديدة في أقدامي نتيجة للجرابات والتعرق الدائم ، كما لو أن لسعة الحم رسمت لوحات من العزيمة على رقبتي، وكلما اقتربت من نهاية الرحلة الطويلة، استفقتُ مِن حالة الانهاك لأفكر مجدداً في حقيبة السفر المُعلَّقة بشكل خاطئ اعلى المركبة ، محتمياً بأملٍ صامتٍ في سلامتها من أي ضرر. وبعد كل هذا، وصلتُ إلى الفندق ، تاركًا وراءي آلام الرحلة ، حيث وجدت نفسي غارقاً في وفرة الأمور حتى حد الترف، مثل وجود الصابون والغطاء الدافئ. وفي لحظة استرخاء عميقة، وأنا أستحم في بانيو ممتلئ بالماء الساخن وأُغمض عيني، يهطل الماء من الدُش فوقي، وأفكر في عظمة تلك النعمة، وفي الخلفية، صوت رشا رزق يتمنى لحلمه الصغير أن يحيى بسلام، كنت مترددًا ، هل يمكن لألم الرحلة أن يتحول إلى وشمٍ تذكاري يجسّد تجربتي في هذا العالم؟
11/19/20231 min read


عند حافة الترف
وأخيراً انتهت رحلة اسبوعين في موريتانيا ،البلد الذي بصق ترف الحياة. لكني وبصدق قد انغمست وتفاعلت مع الصعوبات التي واجهتني، لم تكن المشاكل السطحية فقط، بل امتدت لتكون تحديات تتجلى في عمق التجربة الشخصية ،تتراوح ما بين اللحظات الأليمة والمُحبطة. كانت حلقة الأنمي غير المكتملة والمتقطعة، رمزاً لصعوبة التواصل وضعف الاتصالات في هذا المحيط الرملي الضخم. لتخفي الفرحة وتُركِلني في مركز حيرة الانتظار وحده ، الى ملل قاتم يتركني بلا خاتمة. مشكلات السفر لم تكن تنتهي هنا، فبعد ساعات من السفر والعمل ومعاناة اطراف الاصابع، تسللت إلى ملابسي تلك الحشرة الصغيرة التي قبلتني مباغتة بلا رحمة، لم تكن مجرد وخزةٍ مؤلمةٍ دامت لدقائق فقط، بل كانت تذكيرًا دائمًا برحلتي هنا وتحدياتها اللامتناهية. وكأن هذا لم يكف، .فانا الى الان اعاني من آثار الاكزيما و حكة شديدة في أقدامي نتيجة للجرابات والتعرق الدائم ، كما لو أن لسعة الحم رسمت لوحات من العزيمة على رقبتي، وكلما اقتربت من نهاية الرحلة الطويلة، استفقتُ مِن حالة الانهاك لأفكر مجدداً في حقيبة السفر المُعلَّقة بشكل خاطئ اعلى المركبة ، محتمياً بأملٍ صامتٍ في سلامتها من أي ضرر. وبعد كل هذا، وصلتُ إلى الفندق ، تاركًا وراءي آلام الرحلة ، حيث وجدت نفسي غارقاً في وفرة الأمور حتى حد الترف، مثل وجود الصابون والغطاء الدافئ. وفي لحظة استرخاء عميقة، وأنا أستحم في بانيو ممتلئ بالماء الساخن وأُغمض عيني، يهطل الماء من الدُش فوقي، وأفكر في عظمة تلك النعمة، وفي الخلفية، صوت رشا رزق يتمنى لحلمه الصغير أن يحيى بسلام، كنت مترددًا ، هل يمكن لألم الرحلة أن يتحول إلى وشمٍ تذكاري يجسّد تجربتي في هذا العالم؟
معلومات الاتصال
العنوان : إربد، الأردن
الهاتف : 00962799256345
البريد الإلكتروني : ahmad00haddad@gmail.com
© 2024 أحمد حداد. جميع الحقوق محفوظة.
أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بمشاهدة أعمالي واكتشاف رحلتي في عالم التصوير السينمائي والفوتوغرافي.
إذا كان لديكم أي استفسارات أو ترغبون في التعاون معي في مشروعكم القادم، فلا تترددوا في الاتصال بي. فأنا دائماً متحمس للمشاريع الجديدة و أتطلع إلى سماعكم ومشاركة المزيد من الإبداعات معكم.
